طالبت مصر الدول الأوروبية اليوم الثلاثاء بأن تمعن التفكير قبل أن ترسل سفن دورية إلى ساحل قطاع غزة لمنع تهريب السلاح وقالت إن مثل هذه الخطوة يمكن أن تنطوي على عواقب وخيمة على العلاقات مع الدول العربية.جاء هذا التحذير من وزير الخارجية أحمد أبو الغيط بعد أن عرضت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إرسال سفن حربية إلى الشرق الأوسط لتراقب وتمنع تهريب السلاح إلى غزة وللمساعدة في تثبيت وقف إطلاق نار هش بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في القطاع.
وقال أبو الغيط في مؤتمر صحافي: 'في الحديث مع وزراء الخارجية الأوروبيين أول أمس حذرت وقلت عليكم أن تتفهموا المشاعر العربية والمشاعر الإسلامية' مضيفا أن إسرائيل وليس أوروبا يجب أن تتحمل مسؤولية مثل هذا العمل إذا كانت هناك حاجة إليه.
وقال أبو الغيط بعد محادثات مع منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا 'أرجوكم أن تنظروا وأن تقدروا وتفكروا في هذا الأداء لأنه قد يكون له عواقبه في العلاقة معكم في المستقبل من قبل الفلسطينيين والعرب'.
ويقول رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إن الدول الأوروبية الثلاث بعثت بخطاب مشترك إلى الحكومتين الإسرائيلية والمصرية يحدد عرضها تقديم دعم بحري. وترغب الدول الثلاث في المساعدة في مراقبة المعابر في غزة.
ويشدد المسؤولون الأوروبيون على أن نطاق الدوريات محدود بينما ترفض مصر أن يكون هناك وجود أجنبي على أراضيها لمراقبة فتحات في جانبها من الحدود لشبكة أنفاق تستعمل في جلب الإمدادات - بما فيها السلاح كما تقول إسرائيل - إلى غزة.
ومنذ وقت ترفض مصر بشدة السماح بأي وجود لقوات أجنبية على أراضيها في وقت تعرضت فيه لانتقادات كثيرة في العالم العربي بدعوى تعاونها في الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ ستة أشهر كما تخشى انتهاك سيادتها على أرضها.
وقال أبو الغيط أوائل الشهر الحالي إن مصر لن تسمح كذلك لسفن أميركية بدخول المياه المصرية للقيام بعمليات لمنع التهريب وإن أي عمليات من هذا القبيل يجب أن تتم في أعالي البحار.
جاء ذلك بعد أن وقعت واشنطن وإسرائيل اتفاقا يهدف لوقف التهريب ويشمل المساعدة الفنية واستعمال 'الإمكانيات' الأميركية في منع الأسلحة من الوصول إلى 'حماس' بالجو أو البر والبحر وكذلك نشر سفن من دول حلف شمال الاطلسي لمنع التهريب البحري.
وقالت فرنسا يوم الجمعة إنها سترسل فرقاطة تحمل طائرات هليكوبتر إلى المياه الدولية خارج ساحل غزة في اطار جهود لتعزيز وقف إطلاق النار.
وقال بيان من مكتب الرئيس نيكولا ساركوزي إن المراقبة التي تستهدف تهريب السلاح بطريق البحر لقطاع غزة الخاضع لسيطرة 'حماس' ستنفذ بالتعاون الكامل مع مصر وإسرائيل