Admin مدير المنتدي
عدد الرسائل : 1033 العمر : 35 الموقع : https://sitefatah.yoo7.com اعلام الدول : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : جنسيتك : فلسطيني : عارضة طاقة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 60968 تاريخ التسجيل : 18/08/2008
| موضوع: أبا عمار..أنرثيك ، أم نرثي أنفسنا أيها الغائب الحاضر الثلاثاء أغسطس 26, 2008 9:57 pm | |
| أبا عمار..أنرثيك ، أم نرثي أنفسنا أيها الغائب الحاضر ؟
في الحادي عشر من تشرين ثاني من عام 2004 ، فقد الشعب الفلسطيني والأمة العربية وقوى التحرر العالمية والاقليمية ، رمزا من رموز الكفاح الوطني الفلسطيني والعربي ورجلا من الرجال العظماء والمشاهير الثوريين في العالم أجمع. في هذا اليوم ، نُكس العلم الفلسطيني وعدد كبير من أعلام الدول العربية والغربية الصديقة ، حدادا وحزنا على ترجل الرمز الفلسطيني الأول - صاحب الكوفية السوداء المرقطة.. الفدائي الأسمر- ياسر عرفات " أبو عمار " ، الزعيم التاريخي الذي قاد شعبه بشجاعة وإقدام في مسيرة عظيمة من النضالات والتضحيات والحصارات والحنكة والدبلوماسية الفذة ممزوجة باصرار وطموح كبيرين في العودة إلى بيت المقدس وإحتضان تراب الوطن المفدى والوصول إلى نهاية نفق مظلم طالما عاش وناضل وجاهد لرؤية نوره المتمثل في حرية شعبه ووطنه.
يحين وقت رثاء القادة العظام وتتوقف قلوب محبيهم عن الخفقان تماما كما يتوقف مداد أقلامهم ساكنا في مجراه وتذرف العيون دموعها الغزيرة ، كيف لا ، والمرثي أعظم من أن تصفه كلمات الادباء وأكبر من أن تنصفه قصائد الشعراء ... المرثي اليوم هو الثائر والمؤسّس والقائد والمعلّم والمشّرد والعائد ... هو المفاوض العنيد والمقاوم الشرس والفتحاوي الوحدوي والرئيس المتواضع المتقشف ... المرثي اليوم هو الزعيم الاسير والطريد الشهيد صاحب البزة العسكرية المتواضعة ورجل الكوفية الفلسطينية الشامخة ... أنه الشهيد الرمز الخالد حامي الحلم الفلسطيني ياسر عرفات الختيار الصلب ورجل السلام الشجاع والوالد الحنون لنا جميعا..!
سيدي الرئيس الخالد:
أنرثيك ، أم نرثي أنفسنا أيها الغائب الحاضر ؟ أنبكيك ، أم نبكي أحوالنا بعد أن تركتنا حائرين تائهين متناحرين ؟ أنسامحك ، أم نسامح عقولنا على إستهتارها بحضورك الهائل وقيادتك الثورية المخلصة وديناميكيتك الخارقة ؟!!! هل تريد منا أن نندم على كل لحظة خلاف إختلفناها معك ، أم أنك قلق ومزعوج من خلافاتنا وتشرذمنا ؟ تمادينا عليك يا سيدي لكننا اليوم نتمادى ونتطاول على بعضنا البعض..!إختلفنا معك ولم نختلف عليك ، وها نحن اليوم وللاسف يختلف الواحد منا مع الاخر ونختلف مع أنفسنا بقسوة وبغض وتعّصب...! إنتقدنا إدارتك وأسلوب قيادتك وفي كثير من الاحيان تجاوزنا الحد في الانتقاد ، لكننا اليوم نتفنن في كيل الانتقادات والاتهامات وتبرير العجز في عدم تحمل المسؤوليات ، وينتقدنا الشعب بغالبيته على تراجعنا وقصورنا..! إتهمناك بالتفرد والتسلط ، لكننا بعد رحيلك سرعان ما تفرّدنا وإستفردنا ببعضنا وشرعنا بتسليط سيوفنا وفوهات بنادقنا صوب جسد وصدر وحدتنا وتلاحمنا..!
أهكذا تغادرنا أيها الزعيم المعلم ونحن بأمس الحاجة إليك..! لم تكن يوما لنفسك ولم تكن يوما لذاتك ولم تعش حياتك كما ينبغي أن تكون ، كنت دائما لأمتك وشعبك ولفلسطين التي أسكنتها عقلك وقلبك..! لله درك كيف تغادر؟ وما سر هذا الرحيل المفاجيء يا رجل المفاجآت؟ نحن في حيرة وتيه أيها القائد العظيم ... نعيش بتشاؤم وقلق مرير ... فعن ماذا تريد منا أن نحدثك ؟عن جوانب شخصيتك ورؤيتك الثاقبة أيها السياسي المحنك ؟ عن فكرك وإصرارك وعنادك ؟ عن حبك ووفاءك يا صاحب الابتسامة الدائمة والتفاؤل المتواصل ؟ عن الكريزما التي أبهرت كل من عرفك وعاشرك ؟ عن تواضعك وتقشفك وتفانيك بالعمل ؟ عن إهتمامك المتواصل في كل صغيرة وكبيرة من قضايا شعبك يا رجل الشعب والقضية والثورة ؟ عن حنانك وأبوتك وتفقدك لأخوانك ورعايتك لذي الحاجة الملهوف ونصرتك لأبنائك الاسرى والجرحى والمرضى ؟ عن ماذا تريد أن نحدثك ؟ عن حال المنظمة التي كنت رأس حربتها ؟ عن فتح التنظيم وما حل بها ؟ عن السلطة ومؤسساتها وهيئاتها وأين وصلت ؟ عن الحصار الظالم المشّدد والقتل اليومي المتعّمد ؟ عن التراجع السياسي وحلمنا الذي تبّدد ؟ عن إنقسامنا وصداماتنا ورفضنا بأن نتفق ونتوّحد ؟ عن جرائم الاحتلال الذي فاوضك ثم حاصرك ثم طاردك لكنك فضلت أن تستشهد ؟عن الانقلاب الدموي الذي نفذته عصابات مأجورة بالسلاح ونالت من المناضلين والشرفاء؟ عن استبحاة الاخ لدم أخيه؟ عن جراحنا ومعاقينا على ايدي بعضنا البعض؟عن غزة هاشم التي لطالما عشقتها وتغنيت لبحرها في مقولتك الشهيرة ((اللي عاجبوا عاجبوا واللي مش عاجبوا يشرب من بحر غزة))؟
آه كم نفتقدك يا سيادة الرئيس..آه كم نحن بحاجة إليك في هذه الايام العصيبة ... آه كم تحتاجك فلسطين حاليا بعد أن أنهكت صمودها وثباتها خلافاتنا وصراعاتنا الهشة نبكي أيامكم يا سيدي ونردد قول الشاعر:
سيذكرني قومي إذا جد جدهم** وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
عفوا سيادة الرئيس..لن نرثيك ، ليس لأننا قد تخلينا عنك..بل لكوننا نخجل من أن نسمعك كلامنا المتذبذب وشعاراتنا الزائفة ونستحي كثيرا أن نقرأ عليك تفاصيل حياتنا المزرية وسياساتنا المحّيرة ، أو نقلق منامك بمشاهد معاناتنا وقهرنا الدامي...!
لن نرثيك أيها القائد الرمز ، لأننا إنتظرناك طويلا كي تفيق وتنهض علّ مماتك يحيي ممات ضمائرنا التائهة ... إنتظرنا نهوضك لتنقذنا من جموحنا القاتل وتراجعنا الهائل ... نستحلفك سيادة الرئيس أن تنهض..! ألا يكفيك ثلاثة اعوام من النوم الهاديء على أزيز رصاصنا الهائج وتصريحاتنا الطائشة ..؟! ألا يكفيك ثلاثة اعوام من الرقود تحت ساحات قلعتك التي لم يعد يقلقها الحصار ولا يزعجها هدير عجلات الجنزير ولا صوت القنابل المتفجرة في الممرات وخلف الاسوار..! إنهض أيها الياسر فيكفيك ثلاثة اعوام من غض البصر عن سوء أوضاعنا وتردي أحوالنا المعيشية والاقتصادية والامنية والسياسية والتي إذا ما إستمرت ستؤدي إلى تدمير قيمنا الوطنية والنضالية وإنهيار مشروعنا الوطني الذي قضيت من أجله.
إنهض لتّسمعنا وتجفف مآقينا ولربما تعيد البسمة إلى أطفالنا الذين شردتهم حملات الاعتقال والاغتيال لذويهم ، وحرمتهم سياسة الحصار من أبسط حقوقهم في التعليم كباقي الاجيال..! إنهض أيها ألاب القائد فبرحيلك تصبح كل الكلمات عديمة الجدوى ويصبح الالم هو رفيق دربنا الوحيد ...و برحيلك تختنق كلماتنا ولا يتبقى لنا إلا الغصة والحسرة وبعضا من المباديء والقيم التي أسقيتنا أياها في لحظات تعطشنا للوطن والاستقلال.
لن نرثيك ، فأنت الغد تكبر فينا ولا تفارق ... أنت الصمت الذي تكّلم ... وأنت الصمت الذي علّم وعلّم ... أنت التاريخ بحده وبعده وأنت الباقي فينا ولن تفارق . وا أسفاه يا أبا عمار لأننا لم نعرف قيمتك إلا بعد رحيلك ولم ننصفك إلا بعدما إستشعرنا حجم الفراغ الذي تركته ، فيا رحمة الله عليك ما أعظمك..؟! طبت وطاب جهادك وطابت الارض التي دفنت فيها يا أبا عمار. هذه هي حقيقة المشهد الفلسطيني في السنة الثالثة لاستشهاد أبو عمار ، جمود سياسي يهدد بتحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية إلى مجرد قضية إنسانية ، فلتان امني قاد ابناء الشعب الواحد الى اقتتال دموي شرس ادى الى فصل الضفة عن غزة وبقوة السلاح..هذا السلاح الذي لم يرفع على الأعداء يوما بهذه الطريقة..لقد اقتتل الاخوة الأعداء ومن هنا ندرك تماما حجم الخسارة التي مني بها شعبنا بفقد أبو عمار الذي كان دائما صماما للامان وربانا ماهرا للسفينة الفلسطينية وسط العواصف والأمواج الهائجة لينجو بها لتحقيق الهدف. ثلاث سنوات على رحيلك المؤلم تنقضي لتتركنا في دوامة سوء الاحوال وقساوة الظروف ... ثلاث سنوات تمر على مشاهد الخراب السياسي والانهيار الأمني والانقسام الداخلي ، وكأنها لا تريد النظر إلينا وتصر على الهروب من مسار الطريق الذي حرفناه عن الهدف الذي قضيت من أجله يا سيد الرجال وقائد ثورة الاحرار والابطال..! اليوم ... في ذكراك الثالثة يرتجف القلم أكثر مما مضى ويتساقط منه حبر الألم بغزارة فائقة ... فاليوم لو نزفت دفاتر التاريخ حروفها دما لما إستطاعت أن تكتب لرجل في إنسانيتك وحنكتك ورمزيتك ... لشخص ذو مكانة بين الأمم ... لرمز وضع منهاج الثورة وأسكت كل قزم ... لقائد هو التاريخ بعينه وهو الموقف الحاسم والاسطورة الساطعة ... لياسر هو السارية وهو العلم | |
|