محمود ابو الهيجاء
أعجبتني جدا حكاية الحب الساخنة التي عاشها الشيخ القرضاوي وأدت به الى زواجه الثاني من الجزائرية « أسماء بن قادة » الحكاية التي عرفت تفاصيلها من مقابلة مع اسماء اجرتها قبل فترة صحيفة الشروق الجزائرية، في هذه الحكاية اكتشفت ان فتاوى القرضاوي في ما يتعلق بشؤون الجنس والتي اباحت و« حللت » كلام الاثارات الجنسية والمداعبات « الحسية الخطيرة » بين الرجل وزوجته، لم تكن إلا فتاوى له شخصيا، بما يعني ان « الشيخ » كان يلوي عنق التشريع والعقيدة لصالح راحته النفسية ولكي يعب من كأس العسل كما تشتهي رغباته دون احساس بالذنب او الدونية...!!! لكن والحق يقال كان « العاشق » في حكاية الشيخ، عاشقا شجاعا ولحوحا ومتيما الى حد انه بات شاعرا غزليا من طراز جميل، ولا ضير في هذه الحكاية كلها ابدا فالحب أمر طيب وحلال لكل الناس تقاة او عصاة، شيوخا او رجال ليل ولهو وعبث، ولا يوجد في هذا الحكاية في المحصلة ومن الناحية الانسانية والاخلاقية ما يعيب، لكن الذي يعيب تماما ان يكيل « الشيخ » حلالا في مكياله تبعا لرغباته الخاصة ثم يذهب في شؤون العامة الى فتاوى تدعو الى الفتنة والاقتتال والفرقة والانقسام وخاصة في ما يتعلق بفلسطين واهلها...!!!
لو ان « الشيخ » وهو يسعى للعودة الى صباه بعدما اصبح عاشقا متيما وقد تجاوز السبعين من عمره، لو انه تمعن في معنى الحب وتمثل اخلاقياته النبيلة لصار اقرب رحما بعامة المسلمين واجدى زكاة في كلامه وفتاواه لهم ولاهتدى الى ما كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يقوله للصحابة قبل ان يخرج الى العامة « لا توغلوا صدري على الناس » وبمعنى انه كان يحرضهم على المحبة والكلمة الطيبة التي من شأنها ان تصلح حال المسلمين. ما اعنيه اخيرا، لو ان الشيخ لا يكون عاشقا في قضايا رغباته الشخصية فقط لكان محط ثقة الناس جميعهم، لكنه دائما ما يأتي بالنار الى خبزته فحسب، وهو يريد ان يكون اماما للمسلمين وفي الوقت نفسه عاشقا متعبدا في محراب محبوبته وبفتاوى ما انزل الله بها من سلطان، والله تعالى أدرى وأعلم.