قال رئيس الوزراء الروسي الأسبق، يفغيني بريماكوف في السعودية أمس، إن المخابرات الإسرائيلية «الموساد» هي من صنعت حماس، مفيدا بأنه ناقش ذلك مع تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة. وأبان يفغيني في محاضرة استضافتها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن (شرق السعودية) تحدث فيها (عبر مترجم) قائلا: «لا أخاف أن أبدو شديد اللهجة في تصريحاتي ضد إسرائيل»، مستشهدا بمناقشات دارت بينه وبين وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني حول حركة حماس ذكر خلالها أن المخابرات الإسرائيلية هي من صنعت حركة حماس،س وهي الآن تجني حصاد ما زرعت.
وجاءت محاضرة بريماكوف عن النظام العالمي الجديد ضمن النشاطات الثقافية والفكرية لمهرجان الجنادرية، الذي تشهده السعودية حاليا. وأشاد بريماكوف بالدور الذي يبذله العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لدفع حركة السلام في المنطقة، موضحا أن المبادرة العربية لحل الصراع العربي الإسرائيلي مبادرة رصينة عبّرت عن حرص العرب على استقرار المنطقة في الوقت الذي يُتهَمون فيه بعدم رغبتهم في إيجاد سلام دائم في المنطقة. وتطرق إلى محادثات تمت بينه وبين العاهل السعودي خلال الأيام الماضية حول الوضع الداخلي الفلسطيني والمصالحة بين الفصائل المختلفة من دون أن يعطي تفاصيل حولها.
واتهم بريماكوف الولايات المتحدة الأميركية بمحاولة لعب دور أحادي في المسألة الفلسطينية وتجاهل روسيا والقوى الأخرى، مستشهدا في ذلك بما تم الاتفاق عليه بين روسيا والولايات المتحدة خلال التحضير لمؤتمر أنابوليس للسلام، الذي عقد في نوفمبر «تشرين الثاني» 2007، بعقد مؤتمر سلام آخر في موسكو بعد أشهر من أنابوليس. مبينا أن الولايات المتحدة تخلت عن هذا المؤتمر متعللة بعدم وجود استعداد إسرائيلي لهذا الأمر. وأوضح رئيس الوزراء الروسي الأسبق أن معارضة روسيا لفرض عقوبات صارمة ضد إيران أو توجيه ضربة عسكرية لها تنبع من خشية روسيا أن تسهم هذه العقوبات أو الضربات في تعزيز القوى الراديكالية في إيران والمنطقة.
وذكر بريماكوف، الذي شغل منصب رئيس الوزراء الروسي خلال الفترة 1998 - 1999، أن مثل هذه العقوبات الصارمة أو استخدام الحل العسكري لمواجهة الملف النووي الإسرائيلي سوف تهدم العمليات السياسية الجارية داخل إيران، ومن ذلك تشكل المعارضة السياسية. كما ستؤدي إلى التفاف القوى الراديكالية حول الحكومة المحافظة في طهران وتعزيز القوى الراديكالية في المنطقة. مشددا على المعارضة الروسية لاستخدام التدخل العسكري كحل للقضية الإيرانية. وكان بريماكوف قد واجه سيلا من الأسئلة المتعلقة بعلاقة موسكو بطهران وموقفها من مخاوف دول المنطقة من المشروع النووي الإيراني، طرحها طلاب جامعة تقنية بشرقي السعودية، حيث كان بريماكوف يلقي محاضرة حول النظام العالمي الجديد. وعلى الرغم من أن عشرات الأسئلة جرى طرحها حول الموقف الروسي من إيران والسلام في الشرق الأوسط من قِبل طلاب بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، فإن بريماكوف اختار أن يتعامل معها بدبلوماسية واصفا تساؤلات الطلبة بأنها متناقضة، وأن الوضع السياسي أعقد مما يتصورونه، ومختصرا الإجابة عنها في ظرف عشر دقائق فقط. وبدلا من الإجابة عن تساؤلات الطلبة حول الدور المنتظر من روسيا تجاه القضية الفلسطينية وطبيعة العلاقات الروسية الإسرائيلية، قلب بريماكوف الطاولة على السائلين لينتقد تركيزهم على العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وروسيا وإغفال العلاقات المشابهة بين دول عربية وإسرائيل، معتبرا أن هذه التساؤلات هي نقد أحادي الجانب يغفل الجانب الآخر من المشهد في الشرق الأوسط.
وتجنب بريماكوف الأسئلة التي طُرحت حول دعم روسيا للمشروع النووي الإيراني، ومن ذلك سؤال طرحته «الشرق الأوسط» حول تجاهل روسيا للمخاوف الخليجية وإعلانها عزمها تشغيل مفاعل بوشهر النووي الصيف المقبل.
عن الشرق الأوسط