ابعاد وخطورة مذكرة التفاهم الأمنية والاستخبارية بين اسرائيل وأمريكا

وكالات - قبل التوقيع على مذكرة التفاهم الأمنية والاستخبارية بين اسرائيل والولايات المتحدة في العاصمة الأمريكية جرت اتصالات مكثفة لأكثر من اسبوع، وعقدت لقاءات في مقر البنتاغون على مستويات أمنية رفيعة المستوى من اسرائيل وضباط كبار في رئاسة هيئة الاركان ودوائر التخطيط والعمليات بالاضافة الى مسؤولين من جهاز الموساد والاستخبارات العسكرية ساهمت في اخراج هذا التفاهم الى النور، وعلم ان وزير الدفاع الامريكي قد لعب دورا مركزيا في هذه اللقاءات، وقد عمل بعض المسؤولين في الخارجية الاسرائيلية بالتعاون مع دائرة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الأمريكية على صياغة هذا التفاهم العسكري الأمني الاستخباري، ووضع اللمسات القانونية عليه ثم تم التوقيع عليه على مستوى وزراء خارجية البلدين من جانب تسيفي ليفني وكوندوليزا رايس.

وكشفت مصادر دبلوماسية أمريكية،أنه في اطار هذا الاتفاق ستعمل الولايات المتحدة على منع بعض الاطراف في المنطقة وتحديدا ايران من تزويد السلاح لحركة حماس، ويهدف الاتفاق في الاساس الى توفير ادوات أمنية واستخبارية وعسكرية هامة لمنع تهريب السلاح الى قطاع غزة، ويمنح التفاهم اسرائيل الكثير من القدرات والامتيازات الاستخبارية والأمنية في اطار ما يسمى الحرب على الارهاب.

واستنادا الى هذه المصادر فان اسرائيل حققت مكسبا كبيرا في الوصول الى توقيع هذا التفاهم مع الولايات المتحدة، وأن احد الأطراف الاساسية في هذا التفاهم على الرغم من عدم الاعلان عن ذلك بوضوح هو حلف الناتو، والتفاهم الأمني يمنح اسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية التي أعربت عن استعدادها للمشاركة في (محاربة الارهاب) وتهريب السلاح تمنحها الحرية في ملاحقة الجهات والأدوات وآليات تهريب السلاح دون الأخذ بعين الاعتبار مسألة سيادة بعض الدول في المنطقة، وتحديدا الدول المطلة على الخليج العربي، وكشفت المصادر،أن اسرائيل سوف تستغل بعض الاتفاقيات الأمنية بين المخابرات الامريكية وبعض الدول في منطقة الخليج والبحر الأحمر وشمال افريقيا التي تعتبر مناطق تمر منها شحنات الاسلحة القادمة من أطراف معادية لاسرائيل ولامريكا،واشراك اسرائيل كطرف وتحت يافظة مذكرة التفاهم الأمنية والاستخبارية يمنحها هامشا كبيرا من التحرك على المستوى الاقليمي ، وترى المصادر أن اسرائيل ترى في المذكرة انجازا كبيرا سوف يساهم ايضا في قطع طريق شحنات تهريب الاسلحة الى حزب الله حيث لم تنجح القوات الدولية في منعه بعد حرب لبنان الثانية.