سفالة ليفني ووقاحة ليبرمان

كتبت : منال خميس
يعقوب، ابن الأحد عشر عاماً قال ''ذهبت لأطمئن على أمي، وجدتها ميتة ووجدت إخوتي بجوارها. كان شقيقي الأكبر محمد ميتاً وكذلك أصغر إخوتي الذي كان في حجر أمي''.

''أبو صلاح مات وماتت زوجته. أبو توفيق مات وكمان ابنه وزوجته. ومحمد إبراهيم مات وماتت أمه. إسحاق مات وناصر مات. وماتت زوجة نائل السموني.. مات كثير ناس''.. لم يستطع الطفل أحمد إبراهيم السموني ابن الثلاثة عشر عاما أن يكمل، شهادته عن المجزرة الجماعية لعائلة السموني التي قتل منها جيش اسرائيل بكل جبروته ثلاثون فرداً مدنياً أجبرتهم إسرائيل على التجمّع في منزل ليلاً مع سبعين آخرين، وفي اليوم التالي قتلتهم بدم بارد.

روى هذان الطفلان شهادتهما عن المجزرة التي ارتكبها جيش اسرائيل بحق عائلتهما بعيون دامعة تضج خوفا ورعبا، وذكريات ، وهي ليست الجريمة الأولى التي نفذها الجيش الجرار الذي سيّرته بكل (سفالة) تسيبي ليفني وزيرة خارجية اسرائيل، لتمحو من الوجود آثار مليون ونصف انسان فلسطيني ، و ربما لتمحو ذاكرة الهزيمة من رؤوس جيشها بعد حرب لبنان،تموز 2006 ، مستخدمة كل آلات القتل الفتاكة والمحرمة .

' هدف الحملة تحقق: اسرائيل 'ردت بعصف' على نار صواريخ حماس ' هذا ما قالته أول امس المخلوقة'العاصفة''ليفني' في مقابلة في الراديو .متجاهلة ان طرفا ثالثاً هو الذي يدفع ثمن نيرانها وثمن نيران صواريخ حماس،هو الاطفال والنساء والمدنييين الابرياء.

واذا كان قتل وابادة الأطفال والنساء ومجموعات المدنيين مثل عائلة'السموني'و'الداية'وغيرها هو الرد الفعلي والمناسب الذي رحبت به ليفني في حملتها على قطاع غزة،بشراكة اولمرت، وبراك، لتتخلص به من أعدائها(أهل غزة) فهنيئاً لك يا شعب اسرائيل ما حصدته من 'قبض ريح'لأن ذاكرة أطفال فلسطين لا تروي شهادات وأحداث فقط بل اهم ما فيها أنها ذاكرة لا تنسى.وعاجلا أم آجلاً ستنتقم.

وبنفس نهج وسفالة ليفني اقترح بكل وقاحة رئيس حزب اسرائيل بيتنا المتطرف افيغدور ليبرمان 'حلاً' للحرب على قطاع غزة امام طلاب جامعة بار ايلان، حيث دعا الى القاء قنبلة نووية على قطاع غزة ،وتدميرها بالكامل والانتهاء من هذة المشكلة نهائياً والتخلص من وصف العالم لاسرائيل انها دولة احتلال '

ليبرمان لم يكتب سطرا جديدا من سطور التطهير العرقي الذي انتهجته اسرائيل منذ بدء تأسيسها، فقد كتب اليساري الاسرائيلي إيلان بابه قبل عام كتابا يشير إلى مرض إسرائيل الخطير والمستشري وهو تصفية الآخرين كأسلوب وحيد لبقائها على قيد الحياة ، وكان عنوان كتابه ' التطهير العرقي' !

وخلص الى نفس النتيجة السابقة أيضا الكاتب اليساري دان ياهف الذي تتبع في كتابه ' طهارة السلاح ' مجموع المجازر الاسرائيلية بحق الفلسطينيين ، وقال أن الطرد والقتل ، هي الضمانة الوحيدة لإقامة إسرائيل بحسب ما تتبعه من سيرتها.

هذه شهادات عليهم منهم ،ومجازرهم الكثيرة في فلسطين ولبنان وبحر البقر في مصر ، لم تفنِ أحد ، وذاكرة أطفالنا لا تنسى ايضا أيها (الوقح) ليبرمان.