القيادة الفلسطينية تعلن عن قطاع غزة منطقة منكوبة

قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، إن القيادة الفلسطينية، وبالاشتراك مع الحكومة قررت اعتبار قطاع غزة منطقة منكوبة.
وأضاف، في مؤتمر صحفي عقده بمقر الرئاسة في مدينة رام الله عقب انتهاء اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير اليوم، 'ستتخذ كل التدابير والإجراءات من أجل توفير كل الإمكانيات، وتجميد أية مشاريع غير طارئة وتوجيهها نحو قطاع غزة لإنقاذه وحماية مصالح الشعب الفلسطيني، وتوفير مقومات الصمود للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لمجزرة حقيقية.

وأشار عبد ربه إلى أن الحكومة ستجند كل إمكانياتها من أجل تأمين حاجات الصمود الوطني، وهو ليس شعارا دعائياً، وإنما واجب وطني على كل فلسطيني، ما يستدعي تشكيل هيئات إنقاذ وطني في كل التجمعات الفلسطينية خارج الوطن، دون استثناء.

وقال عبد ربه إن القيادة الفلسطينية تدعو كل الهيئات والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، والمحافظات والبلديات، وكل الفعاليات الاقتصادية في المجتمع الفلسطيني، إلى العمل الموحد وتشكيل هيئات إنقاذ وطني من أجل توجيه كل إمكانيات الوطن نحو غزة العزيزة.

وأضاف: إنقاذ قطاع غزة هو مسؤولية فلسطينية بالمقام الأول وقبل التوجه إلى الأشقاء والأصدقاء لدعمنا ومساندتنا، وأن الشعب الفلسطيني بأسره اليوم مطالب بتلبية نداء غزة باعتبارها منطقة منكوبة ودعم القطاع الصامد.

وقال عبد ربه: القيادة تؤكد أن مفتاح الحل لمعالجة كل القضايا هو العمل من أجل وقف العدوان، ومن الخطأ أن تكون هناك اشتراطات لتعطيل وقف العدوان، لأن ذلك يؤدي إلى تحقيق الهدف الإسرائيلي القاضي بإلحاق المزيد من الدمار والقتل وتضييق الحصار في قطاع غزة.

وأضاف أن القيادة ترى ضرورة تضافر جهود كل القوى الفلسطينية وتوحيدها، من أجل وقف العدوان لقطع الطريق على المخططات الإسرائيلية، وإفساح المجال أمام تنفيذ كل عناصر المبادرة المصرية، وقرار مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي تم احتلالها في قطاع غزة، وإنهاء الحصار، وفتح المعابر، والبدء بحل مختلف القضايا بما فيها البدء بالمصالحة الفلسطينية.

وأشار عبد ربه إلى أن القيادة تؤكد أن الجهود الدولية المتاحة الآن، بالإضافة إلى الجهود المصرية، بمقدورها أن تحقق وقف العدوان، لذلك يجب عدم تفويت هذه الفرصة باعتبارها تفتح الباب أمام حل كافة القضايا ووضع حد لنزف الدماء.

وقال إن القيادة تتوجه بالنداء إلى الجميع دون استثناء من أجل التجاوب مع المبادرة المصرية ووقف العدوان الإسرائيلي دون أي إبطاء.
وأضاف أن القيادة تؤكد تمسكها بمطلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وضرورة وجود قوات دولية ذات وزن وقدرة على السيطرة على الأرض، من أجل توفير الحماية للشعب الفلسطيني، وإيجاد كل الظروف التي تمنع بقاء قوات الاحتلال على الأرض الفلسطينية، بالإضافة إلى منع تكرار العدوان الإسرائيلي، خاصة في قطاع غزة.

وأشار إلى أن وجود قوات دولية لا يضر بالمصالح الفلسطينية، ولا يتعارض مع أهداف الشعب الفلسطيني ومسيرته النضالية، بل أن القوات الدولية وبالغطاء الدولي الممنوح لها من قبل مجلس الأمن ستشكل السياج الحامي للشعب الفلسطيني.

ودعا عبد ربه المجموعة العربية والاتحاد الأوروبي وكل القوى المؤثرة والصديقة في العالم للوقوف معنا وتلبية مطلبنا بوجود قوات حماية دولية للشعب الفلسطيني.

وحول المشاورات الجارية في القاهرة، أشار عبد ربه إلى أن كل المعلومات المتوفرة لدى القيادة الفلسطينية لا تشير إلى أن هناك تقدما فعليا قد حصل في القاهرة، رغم استمرارها.

وقال: إن الجانب المصري على اتصال مع السيد الرئيس والقيادة الفلسطينية باستمرار، وهو يواصل بدأب وصبر من اجل التوصل إلى اتفاق يقود إلى وقف العدوان وقفا تاما، ووقف نزيف الدم، ثم معالجة بقية القضايا بما فيها الانسحاب الإسرائيلي، ورفع الحصار وفتح المعابر والبدء بحوار وطني فلسطيني.

وأضاف، نأمل أن يتم التوصل إلى نتائج اليوم أو غدا على أبعد تقدير، حيث أن الأمور واضحة وضوحا تاما، ولا بد من السعي لوضع حد لهذا العدوان بأقرب وقت ممكن.

وشدد عبد ربه على أن هناك عنوانا واحدا لفلسطين، وهناك شرعية فلسطينية واحدة ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية والسيد الرئيس محمود عباس، وهذا الموضوع غير قابل للبحث، وغير مسموح بأن تكون هناك تجزئة للشرعية الفلسطينية أو مساس بها، سواء في قمة أو أي اجتماع على أي مستوى لبحث أي مسألة في الوطن العربي أو في العالم بشكل كامل.

وأضاف: بالنسبة لموضوع القمة العربية، فإن القيادة قالت غنها مستعدة للمشاركة في أي قمة عربية تعقد عندما يتوافق الأشقاء العرب جميعا على عقد هذه القمة، نحن نريد قمة وحدة للعرب، لا قمة للفرقة وللمزيد من الانقسامات التي ستكون على حساب شعبنا النازف في قطاع غزة.

وحول تصريحات الوزير الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان العنصرية، قال عبد ربه: ليبرمان عنصري، وهذه التصريحات لن تقوده إلا إلى خلف قضبان المحكمة الجنائية الدولية، بصفته مجرم حرب، وداع لإبادة الجنس البشري، وهذا هو مصير كل المجرمين والقتلة من أمثال ليبرمان