افتراضي يسألون عني من أنا ؟؟

أتيت مرفوعة الرأس الى احدى القاعات
ألبس ثوباً أبيض مطرز بخيوط حمراء
جلست الى جانب شقيقتي
بتمهل أصب الماء في الكأس
وبهدوء أنسجم مع الحاضرين
وبدأت أروي حكايتي ...

منذ أن هلًٌ الضوء علي وفتحت عيناي على نوافذ الحياة
أشرقت لي الأنوار وتسللت الى عيوني تلك الاشعة الذهبية
كنت اعتقد بأن الحياة صغيرة وفيها رونق خاص بي
في البداية أحببتها وانسجمت معها ولكن ...
سرعان ما تغيرت لي ملامح الاشياء وعبست الدنيا في وجهي
وتلقيت صفعات متعدةة وبدأت أتخطاها مع الزمن
وفي كل مرة اتخطى فيها جروحي أتخبط من جديد بين جدران الزمن
ويثور عنفواني وأصبح ثائرة لكل من يحاول ان يعبث بي
وبالرغم من عبثهم بي أصبحت أقوى
ووقفت بينهم صامدة كما عهدني قدري
واعلنت ثورة غضبي على آمالهم الخائبة
وغرست مخالبي في أجسادهم الحاقدة وعيونهم الحاسدة وشعوذتهم المعهودة
ونفضت غبارهم عن ثوب النقاء
وهدمت حواجز بنوها حولي
فيكفي ما ضاع من عمري وانا بين أيديهم كدمية للتسلية
يكفي ما شربته من كؤوس المرار
منذ ان خلقت وهم يلقومني طعام الغدر ولا يكترثوا
غيرو ملامح وجهي وهدموا جدران بيتي واعتبروني هامشا على جنبات الطريق
ووقفت اتحداهم واتحدى واقعي البائس ولكنهم ما زالو يحلمون بأن يجعلوني متسولة لا تعرف للحياة مستقرا
وأهيم على وجهي أبحث عن صديق هنا وهناك ..... تركوني بلا اكتراث
وأصبحت أقلب صفحات الزمن وعلقت في احدى الصفحات السوداء واستجمعت قواي وحاولت اختزالها من دفتر قدري ولا زلت احاول طعن تلك الصفحة
فيا الله الغوث
يا الله الصبر
امنحني القوة يا الله
امنحني الامل
يكفي ما شربوه من دمي
وما اكلوه من جسدي
فتباً لأزماني البائسة
سأدوس عليها
وسأهضم غدرها
سأقف أمام الرياح علها لا تنخر في جسدي
سأقف حتى أقتل الظلم بيدي
سأقف فلا تقلقوا علي
سألملم أرجائي المنثورة
وسأمحي تاريخي القديم وسأصنع زمنا حراً
سأقف فلا تقلقوا علي
لن أهوى . . . ولن أركع حتى أصبح حرة
لأجلكم سأصبح حرة
ومعكم سأكون حرة
فأنا أثق مما أنبتُ من الصحراء رجالاً
ومن أجيال لحمهم مر
سأغرس جذوري أكتر فأكتر
ولن ينزعها احد
حتى أعلن نفسي حرة .....

هذه هي فلسطين
تتحدث عن نفسها

( وهذه هي مسودتي لصفحتي القادمة التي سأروي فيها الحكاية )

بقلمي
اميرة الخيال